توقيعات ملوثة…!!!

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون …!!!
أيخون إنسان بلاده …؟؟؟

إن خان معنى أن يكون فكيف يمكن أن يكون…؟؟!

خيانة الوطن في منطق بدر شاكر السياب رحمه الله أمرٌ عصيٌ على التبرير و التفسير , و للحق فهو كذلك في كل منطقٍ سديد ورأيٍ رشيد .

و حين نقول ب ” خيانة الأوطان ” فلا يتبادر للعقل إلا الصورة الأبشع للخيانة و هي التآمر مع العدو ضد الوطن وذلك صحيح بلا ريب .

بيد أنه ثمة خيانات أخرى لا تقل خطراً و لا شراً عن الخيانة العظمى لأن مؤداها في نهاية المطاف عند العقلاء شيء واحد هو إنهاك الوطن و تدمير مقدراته,و يجد لها الخونة و أشياعهم ألف مبرر وسبب.

خيانة الأمانة الوطنية واحدةٌ من خياناتٍ يخون بها الخائنون أوطانهم بذكاء شيطاني عجيب , ذكاء تتم به الخيانة دون أن تكسر قانوناً أو تخالف تعميماً وتوجيها, فالخونة عباقرة في الشيطنة لا تكشفهم إلا أقدارهم التعيسة .

يثق الوطن بالبعض فيحمله الأمانة برئاسة هيئة , أو إدارة جهة , أو مسؤولية دائرة , و لكن المؤلم أن يكون هذا المسئول من خونة الأوطان الذين عجب منهم بدر السياب.

من المؤلم أن يكون ثمة مشروع خدمي أو قرار إداري لا يُعتمد إلا بتوقيع من هؤلاء فإن تواقيعهم في الغالب لا تكون إلا ملوثة, لأنها لم تراع مصلحة وطنها ومواطنيها بل راعت في إعتماداتها وقراراتها وترسية مشاريعها وتوزيع خدماتها مصلحتها الشخصية لا المصلحة الوطنية.

هناك خونة صغار يقنعون بالمقسوم و هؤلاء خطرهم يسير, وهناك خونة كبار لا يرضون بالقيل و هم الشر المستطير, فهؤلاء و أمثالهم هم السبب في كثير من الكوارث و الخيبات الوطنية كغرق جدة و تردي الخدمات الصحية و هم المسئولون عن تنغيص حياة المواطن بكثرة المشاريع المتعثرة و الأزمات الإقتصادية المتتابعة وهم أيضاً مسئولون عن حصر أمنيات المواطن في مسكن كريم و رزق كريم.

صدقوني وراء كل كارثة وطنية توقيع ملوث أو تواقيع ملوثة من خونة تجردوا من وطنيتهم , فلا تعجب يا بدر إن خان إنسانٌ بلاده .